ولد كاراسناهوركاي عام 1954 في مدينة «جيولا» بالمجر، ينتمي إلى الجيل الذي أدرك باكرًا هشاشة الأنظمة الكبرى، وشهد على سقوط الأيديولوجيات، وعلى تحولات العالم.
في روايته الشهيرة «تانغو الشيطان – 1985» يحكي عن قرية غارقة في الطين والعزلة والانتظار، وفيها يترقب الجميع مخلصًا لا يأتي، فيتحول الحلم إلى مهزلة كبرى، وتتجلى هنا فلسفة الانهيار كلحظة لانكشاف الفن الذي يمكنه منح العالم الخلاص في وقت لا يبقى للإنسان فيه سوى لغته وصوته وصورته.
أما روايته «كآبة المقاومة – 1989» فتصور مدينة تستقبل سيركًا غامضًا يحتوي حوتًا محنطًا، فيتهافت السكان نحو الوهم، وتتفكك القيم، وينقلب النظام الاجتماعي، هذه الرواية تلامس مأساة المجتمع الذي يفقد البوصلة ويلهث وراء الزيف.
وتأتي رواية «حرب وحرب – 1999» عن موظف أرشيف يعتقد أنه عثر على مخطوط ينقذ العالم، فيحاول نسخه ونشره والحفاظ عليه، الرواية تقدم الكتابة والتوثيق كفعل خلاص ينقذ الإنسان من العدم، ثم رواية «الخراب والحزن تحت السماوات – 2004» نص تأملي يحاول فيه تتبع أثر التحديث على التقاليد، وكيف يفقد المعنى في العالم الصاخب.
في عمله البديع «سيوبو هناك في الأسفل – 2008» ينتقل السرد بين معابد اليابان وورش النحاتين في فلورنسا في احتفاء بالفن يستحضر اسم «سيوبو» إلهة الجمال والخلود في الأساطير الشرقية، ليربط بين الفن والروح نصوص إبداعية نقشت على مسألة الجوهر والخلق.
ورواية «عودة البارون فينكهايم- 2016» عن ارستقراطي عجوز يعود إلى بلدته القديمة فيجدها غارقة في الفساد، وهنا تتعرى الشعبوية والنوستالجيا وتواطؤ الذاكرة، عمل مزج السخرية السوداء بالتعاطف الإنساني.
أما روايته الأخيرة «هيرشت 07769 – 2021» فتبدأ بعبارة «الأمل خطأ»، وتختتم بعبارة «ليل لا يرحم يخيم بثقله على الأرض»، وبينهما تدور أحداث عن قرية تعيش أحداثًا قبل الجائحة، عمل يطرح التشرذم الاجتماعي والكوني كضرورة للإصلاح.
بقي أن نقول إن أسلوب، لاسلو كراسناهوركاي، الأدبي هو بصمة خاصة في عالم الرواية، قال مترجمه السابق عن أسلوبه: «إنه تدفق حمم سردية بطيء.. نهر أسود شاسع من الكتابة».