ترجمة: المدى
قال كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية، إن القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب ستُعقد، لكنها مرجّحة للتأجيل إلى موعد لاحق.
وأوضح ديميترييف، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، أن روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا «قريبة من التوصل إلى حل دبلوماسي» للحرب في أوكرانيا.
وأشار المبعوث الروسي، بعد وصوله إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين، إلى أن القمة بين بوتين وترامب «لم تُلغَ»، بل ستُعقد في وقت لاحق. وكان ترامب أعلن الأسبوع الماضي عن لقاء مرتقب مع بوتين في المجر لإنهاء الحرب الأوكرانية، قبل أن يعود ويصرّح لاحقًا بإلغائه، قائلاً: «لم أشعر أن الوقت مناسب لعقده. في كل مرة أتحدث مع فلاديمير، تكون المحادثات جيدة، لكنها لا تصل إلى أي نتيجة».
وأكد ديميترييف أن موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «يمثل تحولًا مهمًا»، موضحًا أن «اعترافه بأن القضية تتعلق بخطوط الجبهة يُعد خطوة كبيرة، بعدما كان يشترط سابقًا الانسحاب الروسي الكامل». وأضاف أن هذا التطور يجعل الحل الدبلوماسي «أقرب من أي وقت مضى».
وأكد المبعوث الروسي أن زيارته إلى الولايات المتحدة كانت مقررة منذ مدة طويلة، وأن الحوار بين البلدين سيستمر رغم «الخطوات غير الودية الأخيرة والعقوبات الأمريكية ضد شركات النفط الروسية».
من جانبه، قال بوتين إن القمة «أُجلت ولم تُلغَ»، مشددًا على أن عقدها دون تحضيرات كافية سيكون «خطأ»، وأن الجانب الأمريكي هو من اقترح الاجتماع ومكانه.
وفي المقابل، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في لندن مع قادة بريطانيا والدنمارك وهولندا وأمين عام الناتو، على أن بلاده «لا تبحث عن إنهاء الحرب دون الولايات المتحدة»، مضيفًا أن «استراتيجية كييف تقوم على الوحدة مع الحلفاء». وأكد أن «بوتين يريد تقسيمنا وإضعافنا».
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن العقوبات ضد روسيا يجب أن «تتواصل وتتوسع»، مشيرًا إلى استعداد زيلينسكي للهدنة ولقاء بوتين، لكنه أضاف أن «الرئيس الروسي ما زال يهاجم».
ورحّب زيلينسكي بالعقوبات الأمريكية الجديدة على قطاع النفط الروسي، واصفًا إياها بأنها «خطوة كبيرة»، مشيرًا إلى أنها أثّرت فعليًا على الاقتصاد الروسي، «من خلال طوابير الوقود وإفلاس شركات إقليمية وزيادة عجز الميزانية».
في المقابل، قلّل بوتين من تأثير تلك العقوبات، واصفًا إياها بأنها «عمل غير ودي»، مضيفًا أن روسيا «لن ترضخ لأي ضغوط». ورد ترامب على ذلك بقوله مبتسمًا: «أنا سعيد لأنه يشعر بهذا الشكل»، مضيفًا أنه سيُقيّم النتائج «بعد ستة أشهر».
وحذّر بوتين واشنطن من بيع صواريخ «توماهوك» إلى أوكرانيا، معتبرًا أن أي هجمات على الأراضي الروسية «ستقابل برد مدمّر». وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن موسكو «تحلل العقوبات وستتصرّف وفق مصالحها فقط».
وتشمل العقوبات الأمريكية شركتي النفط الأكبر في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، فيما وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من عقوباته التي استهدفت البنوك والإيرادات النفطية والشبكات المتورطة في الالتفاف على القيود السابقة.
وتهدف هذه الإجراءات إلى الضغط على موسكو للقبول بوقف إطلاق النار، بعد فشل عقد القمة بين واشنطن وموسكو.
وفي الميدان، كشفت وسائل إعلام أوكرانية عن «تدهور خطير» في أوضاع القوات الأوكرانية شرقي دونيتسك تحت القصف الروسي المكثف، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على تسع قرى وبلدات جديدة خلال 24 ساعة.
ومنذ 24 شباط/فبراير 2022، تشن روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى التحالفات العسكرية الغربية، وهو ما تعتبره كييف «تدخلاً في شؤونها الداخلية». وحتى الآن، لم تسفر المساعي الدبلوماسية التي يقودها ترامب عن أي تقدم ملموس نحو إحلال السلام.
عن صحف ووكالات عالمية