متابعة / المدى
أكد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات من حركة حماس في الدوحة شكّل نقطة تحول في نظرة بلاده إلى أمن الخليج، مشيراً إلى أن أمن المنطقة مترابط ومتداخل، وأن المفاهيم التقليدية بشأنه تشهد تغيراً واضحاً. قال قرقاش، خلال مشاركته في قمة «رويترز نكست الخليجية» في أبوظبي، إن قطر تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الخليج، غير أن ما جرى مؤخراً يعكس تحولاً في المفاهيم المتعلقة بالأمن الإقليمي. وأضاف أن الدور الأميركي لا يزال أساسياً في منظومة الأمن الخليجي.
وفي الشأن السوداني، دعا قرقاش إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكداً أن مستقبل السودان يجب أن يتضمن انتقالاً مدنياً وليس استمراراً للحكم العسكري، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لتوسيع جهودها الإنسانية هناك متى ما سمحت الظروف.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد المستشار الدبلوماسي على أن المواقف المتطرفة تجاه هذه القضية لم تعد مجدية في ظل الواقع الإقليمي الراهن، موضحاً أن أي ضم للأراضي الفلسطينية سيُعد «خطاً أحمر». وكشف عن مناقشات جارية لإرسال أفراد إلى غزة ضمن الجهود الدولية لدعم الاستقرار الإنساني.
وبيّن قرقاش أن اتفاقيات التطبيع منحت الإمارات نفوذاً مؤثراً في الملف الفلسطيني، مؤكداً أن موقف بلاده من القضية ثابت، وأن القيادة الأميركية تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على الهدنة ودفع العملية السياسية.
وأشار إلى أن المواجهة المباشرة لم تحقق نتائج إيجابية لأي طرف، لافتاً إلى أن الأولوية الآن هي لإعادة الإعمار وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع. وقال: «يجب أن تحظى إسرائيل بالأمن، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تقوم دولة فلسطينية تمتلك مقومات الحياة». وختم قرقاش بتأكيد أن العمل الإنساني في غزة سيتكثف خلال المرحلة المقبلة، في إطار رؤية إماراتية تسعى إلى تحقيق توازن بين الأمن الإقليمي وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.