متابعة / المدى
تصاعد التوتر مجدداً بين طهران وواشنطن بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث فيها عن «تدمير القدرات النووية الإيرانية»، أعقبها رد حاد من المرشد الإيراني علي خامنئي وصف فيه كلام ترامب بـ«الأحلام والأوهام». وفي الوقت نفسه، أكدت إسرائيل أن «المعركة مع إيران لم تنتهِ بعد»، في مؤشر على بقاء الملف الإيراني محوراً رئيسياً في صراع الشرق الأوسط.
ووصف المرشد الإيراني السيد علي خامنئي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول «تدمير الصناعة النووية الإيرانية» بأنها «مجرد أوهام».
وكتب السيد علي خامنئي على منصة «إكس»: «الرئيس الأميركي يفتخر بأنه قصف ودمر الصناعة النووية الإيرانية، استمروا في أحلامكم». وأضاف أن «الصفقة التي تُفرض بالتهديد والابتزاز ليست صفقة بل إملاء بالقوة، والشعب الإيراني لن يخضع للإملاءات».
وأشار إلى أن إيران «ليست كغيرها من الدول التي يمكن التأثير عليها بالضغوط»، مؤكداً أن «الإسرائيليين لم يتوقعوا أن صاروخاً إيرانياً محلي الصنع يمكن أن يحول مراكزهم البحثية إلى رماد، لكن ذلك حدث».
وأوضح خامنئي أن هذه الصواريخ «من صنع شباب إيرانيين» وأنها «ستُستخدم مجدداً إذا دعت الحاجة»، مضيفاً أن تصريحات ترامب «محاولة لرفع معنويات الصهاينة الذين فقدوا روحهم».
وجاء الرد الإيراني بعد مقابلة لترامب مع شبكة «فوكس نيوز» قال فيها إن «تدمير القدرات النووية الإيرانية» كان خطوة أساسية سمحت بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن قاذفات «بي 2» الأميركية نفذت العملية على مدى 37 ساعة داخل الأجواء الإيرانية «من دون أذى». وأضاف أن العملية «دمرت القدرة النووية لإيران» بالتعاون مع إسرائيل، معتبراً أن «هذا ما مهد لسلام غزة».
وكانت الولايات المتحدة قد شنت في يونيو الماضي ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، شملت فوردو ونطنز وأصفهان. لكن تقييمات استخبارات أميركية أولية أشارت إلى أن الضربات لم تنه البرنامج النووي الإيراني، بل أخرت تقدمه فقط.
وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «الحرب على إيران لم تنتهِ بعد»، مؤكداً أن حكومته «نجحت في إبعاد خطر طهران إلى حد كبير»، لكنه شدد على أن «المعركة مستمرة».
ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية ألون أفيتار قوله إن «إسرائيل ما زالت تعتبر الملف الإيراني تهديداً مستمراً»، مضيفاً أن «الضربة الأخيرة كانت قوية لكنها ليست نهائية».
وأوضح أفيتار أن إسرائيل تستعد لمرحلة جديدة من الصراع مع إيران تشمل «الانتقال من العمليات التكتيكية إلى الأهداف الاستراتيجية»، في إشارة إلى «تدمير كامل للقدرات النووية والصاروخية الإيرانية».
وأشار إلى أن إسرائيل تمتلك «قدرات جوية واستخباراتية كافية» لتحقيق أهدافها، بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، مضيفاً أن «الصمت الإيراني بعد الهجمات لا يعني نهاية المعركة، بل يعكس حساباً مفتوحاً».
وتتزامن هذه التطورات مع تقارير استخباراتية وصور أقمار صناعية تظهر أن إيران تعمل على إعادة ترميم منشآتها النووية والصاروخية، وتجري تجارب شبه يومية على صواريخ باليستية وعابرة للقارات، بالتوازي مع مفاوضات لشراء منظومات دفاع جوي متطورة من روسيا والصين.
وفي المقابل، تتحضر إسرائيل لجولات عسكرية جديدة، وتلوّح باستهداف المنشآت الإيرانية مجدداً، وأعلنت عن مناورات واسعة في منطقة الجليل تحاكي سيناريوهات «الرد على تهديدات فورية».
وأكد الجيش الإسرائيلي أن التدريبات تشمل زيادة حركة الطائرات والمسيرات والسفن والقوات البرية، مع احتمال سماع دوي انفجارات في محيط المنطقة.
أما في لبنان، فقد أعلن المسؤول في حزب الله أحمد ريا أن الحزب «أعاد ترميم قواته وبات جاهزاً لكل الاحتمالات»، في تصريحات اعتبرتها إسرائيل «دليلاً إضافياً على أن جبهة الشمال لم تُغلق بعد».
وأوضح أفيتار أن إسرائيل تعمل على مسارين متوازيين لمواجهة إيران، أحدهما عسكري يشمل الدفاع والهجوم عبر الجاهزية الجوية والاستخباراتية، والآخر دبلوماسي من خلال وسطاء مثل روسيا والتنسيق المستمر مع واشنطن.
واعتبر أن هذا النهج المزدوج يمثل «العقيدة الأمنية الإسرائيلية»، الهادفة إلى دمج العمل العسكري مع التحرك السياسي لتحقيق ما سماه «إلغاء كل تهديد استراتيجي من إيران».