السؤال هنا، وما دام أنكم قلتم بلسان واحد «ويين يا رجل،، من زمان عارفين»، فلماذا لا تأخذ الهيئة الملكية لمدينة الرياض ببادرة طيبة بالتنسيق مع إدارات التعليم بمدينة الرياض، بتقسيم المدارس في كل قطاع إلى فئات حسب وقت بدء الدوام المدرسي؟ فمثلاً لو أن في القطاع الجنوبي خمسين مدرسة على سبيل المثال، يتم تحديد دوام 10 مدارس متفرقة المواقع في نفس القطاع من الساعة 6 صباحاً، والعشر الأخرى من 7 صباحاً، وهكذا حتى وإن وصلنا إلى أن بعض المدارس تبدأ عملها عند 12 ظهراً، فتجد أن أهل القطاع لهم الخيار بتحديد الأنسب لأوقاتهم. فلو كانت هناك أم عاملة وهي من ترعى أطفالها وليس لديها سائق أو نقل مدرسي، يمكنها اختيار المدرسة التي في القطاع الذي تتبع له والتي تتناسب مع وقت عملها.
تخيل أن هذا الاقتراح طُبق على بقية قطاعات مدينة الرياض وصُنّفت القطاعات حسب عدد المدارس ومستوى الازدحام إلى فئات يمكن التعديل على وقت بدء الدوام المدرسي بها بشكل مرن، وتكون هناك لجنة مشكلة ما بين المرور والهيئة الملكية لمدينة الرياض وإدارات التعليم، هي من تغيّر عمل هذه المدارس حسب إغلاقات الطرق والحفريات؛ خصوصا وأن هناك مشاريع جبارة تمتد من شرق الرياض إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، مثل المسار الرياضي والرياض الخضراء وغيرها. كما أن برنامج تطوير محاور الطرق الدائرية والرئيسية في مدينة الرياض، والذي يهدف إلى تطوير أكثر من 15 طريقاً ومحوراً في جميع أنحاء المدينة، يحتاج فترة لا تقل عن عام إلى عامين حتى تظهر نتائجه، وعليه فقد يكون تطبيق هذا المقترح بتحديد أوقات مختلفة لبدء الدوام المدرسي مؤقتاً حتى يتم فتح كامل الطرق وإزالة الحفريات وغيرها.
المهم أن توجد حلول حتى ولو كانت بسيطة وأثرها خفيف، إلا أنها خير من انتظار حلول جذرية تحتاج لوقت طويل لضخامتها، وهذا يضاعف الوقت الذي يغرق فيه سكان الرياض كل صباح. فقد تكون هذه الحلول البسيطة سبباً في أن يجد صاحبنا متسعاً من الوقت ليتوقف عند الفوال ويخرج باستنتاجات عظيمة مثل أن سبب «زحمة الرياض من مدارسها».