«خالد الفيصل، هذا الشاعر الملهم، يحلق بك طليقًا في أجواء المتع الشاعرية، هذه الأجواء المليئة بالرؤى، ترحل معها إلى حيث التألق والجمال والروعة، ومقطوعته الجديدة التي خصنا بها سموه، رائعة جديدة تضاف إلى رصيده الشعري الرائع».
غرتني الأيام بإقبالها يوم
أثر النكوفه عند الأيام عجله
جتني لياليها على دف ونغوم
أثر الليالي بالغرابيل جزله
فرحة نهار عقبها ليل وهموم
من يوم جذ البعد محبوب وصله
فرقى الضحى تسهل على باقي القوم
لكن على الخلان ماهيب سهلة
ما همني بعد المسافات معلوم
لا شك بعد القرب للصب قتله
راعي الهوى من راحة البال محروم
قربه وبعده نار ما ينعرف له
عز الله أني في ظبي نجد مغروم
راعي العيون اللي مع الزين خجله
حبيبي اللي ساكن القلب محشوم
من حشمته محدٍ نزل في محله
من حبهم كني من الحب مظلوم
ونفسي عليهم يا هلا العرف وجله
فالأمير خالد الفيصل شاعر مرهف الإحساس، صادق العاطفة، لين القلب، حي الضمير يمتلك موهبة فطرية فريدة، وشعورًا عميقًا، وقدرة إبداعية متفردة، قدم للقصيدة الشعبية والغنائية إضافات شعرية جديدة ومبتكرة، مستوحاة من حسه الإبداعي العميق.
تأمل روعة هذه الأبيات:
مع شوفته نشوة وفزة وتخدير
وعيون خلان تعانق نظرها
يفز له قلبي كما فزة الطير
والرجل كن اللي تحتها غدرها
يا صبح عمري يا صباح التباشير
نوره ملا قلبي وروحي غمرها
عقب الفراق اللي تعدى المحاذير
يبس غصون القلب جافي دهرها
ربع بروحي عقب ماهي معاسير
سحابة هلت بقلبي مطرها
واسقى بها زرعة هوانا بتقدير
غرسة غرام بالمحبة بذرها
يمتلك الأمير الشاعر خالد الفيصل رؤية شعرية فريدة، وإحساسًا شعريًا مرهفًا، وقوة حضور شعري، ولغة شعرية مبتكرة ومعاصرة، واستلهامًا للمشاعر الإنسانية، ينسجها ببراعة، تبدو وكأنها لوحة فنية.
يوم روح لي نظر عينه بهون
فز له قلبي وصفق وارتعد
لفني مثل السحايب والمزون
في عيوني برق وبقلبي رعد
نقض جروحي وجدد بي طعون
قلت: يكفي، قالت عيونه بعد
وانعطف هاك الشعر فوق المتون
وانثنى عوده وقفى وابتعد
أشغلتني نظرة العين الفتون
حيرتني بالتوعد والوعد
هي تمون العين والا ما تمون
لي خذت قلبي، وقفت يا سعد
يتميز الأمير الشاعر خالد الفيصل بقدرته الفائقة على إدراك المشاعر والأحاسيس العميقة، واستشعار المشاعر الخفية، والغامضة، حيث يتصف بالذكاء، وسرعة الإدراك، واليقظة الذهنية، حيث يسكب شعره في قوالب شعرية تلامس القلوب، مما يجعل شعره عذبًا وملهمًا.
وقلبي تايه من عام الأول
إلا يا الله يسر من يدله
خذاه اللي على خده علامه
سوادة غيم في شمس مطلة
سرقني ما دريت إنه سرقني
سلبني وأحسب أني فاطن له
أنا يوم أرسل عيونه لقلبي
عطيته مهجتي والمعطي الله
نصف زين الخلايق في عيونه
وباقي الزين في باقية كله
عرف خالد الفيصل بأمسياته الشعرية الشهيرة، في قاعات محلية وعربية وعالمية، ولاقت حضورًا واسعًا، وإقبالًا كبيرًا، وكان قد استهل أمسياته، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، وقاعة الأمير سلطان الثقافية في كلية الملك عبد العزيز الحربية.
كان يقدم أمسياته بأداء عفوي وإبداعي، مضفيًا لمسة فريدة على أدائه، وكان يفتح آفاقًا للحوار، من خلال ثقافته الواسعة، وثرائه الفكري.
شعر خالد الفيصل يتصف بالعمق، والابتكار والعاطفة. وقد عرف بقصائده الوطنية، حيث حلق بكلماته وآهاته وخلجاته فوق ربوع الوطن.
غنيت حبك يا وطن
ولثمت بحروفي سماك
وعشتك أكثر من زمن
وسقيت من عرقي ثراك اتجه الأمير خالد اتجاهًا حديثًا في علاقته مع الكلمة، ورسم أبعادًا شعريةً رائعة، أعطت هذا التدفق المتجدد لنتاجه، حيث يمتلك قوة تعبيرية، تعكس رؤية إبداعية، وشخصية مهيبة، مبدع خلاق، لديه مقدرة فذة على التعبير والابتكار، خرج بالشعر الشعبي من الأساليب التقليدية، إلى ألوان من الجمال والعذوبة، والتي طبعها بصدق، وعفوية، وروعة.
شاعر فذ وفنان تشكيلي ملهم فلوحتا «الغدير» و«المعركة» انتشرتا على نطاق واسع من العالم، كانت «المعركة» تعميقًا إبداعيًا، وفي «الغدير» سبر أغوار طبيعة الصحراء القاسية، وحولها إلى حلم رومانسي تختال في ربوعه ألوان معبرة شفافة.
وللأمير خالد الفيصل محاورات شعرية قوية، حيث يمتلك سرعة البديهة، والغزارة الشعرية، والذكاء الشعري، والمنافسة الذهنية، والابتكار. وله محاورات مع الشاعر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عندما كان أميراً لمنطقة عسير.